وكان من وصيته - صلى الله عليه وسلم - عندما يسوي صفوف الصلاة أن يقول: «استووا، ولا تختلفوا؛ فتختلف قلوبكم» (¬2)، حتى الاختلاف في صف الصلاة قد ينعكس أثره على تأجيج اختلاف القلوب، فلِينُوا في أيدي إخوانكم، وسوُّوا صفوفكم، واتَّبعوا إمامكم، لعله يترشح من ذلك ائتلاف قلوبكم.
وكلما كان احتكامنا للشرع خالصًا نكون أبعد عن مهاوي الفرقة، وهذا ما يذكر المسلم به نفسهن وهو يدعو في تهجُّده: «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت» (¬3).
ويجب على عقلاء الأمة أن يكونوا عونًا في دفع كل خلاف، وفض كل نزاع، والمبادرة إلى الأخذ بما يوحد الصفوف، وقد صف سيدنا عمر اختلاف الناي فيمن يبايعون بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى أن قال:) فكثر الغلط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسُطْ يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه
¬_________
(¬1) صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب 28 الحديث 432 (شرح النووي 2/ 398).
(¬2) صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب 28 الحديث 432 (شرح النووي 2/ 398).
(¬3) صحيح البخاري - كتاب التهجد - باب 19 - الحديث 1120 (الفتح 3/ 3).