فلم تكن تُنكر عليها سوى حدَّةٍ في طبعها، ولكنها رضي الله عنها كانت تسارع فتستدرك وتصلح ما نتج عن حدتِها.
ولذلك حين تعرض الأعمال يومي الاثنين والخميس يغفر لكل مؤمن إلا المتخاصمين فيقال: «أنظِروا هذين حتى يصطلحا» (¬2)، وفي رواية: «اتركوا هذين حتى يفيئا» (¬3)، «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» (¬4).
والمتوقع من المؤمن الصادق أنه يسرع الفيئة ويسابق إلى الصلح، أنا من يلجُ في الخصومة ويغرق في التمادي فإن «أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم» (¬5)، وفسره ابن حجر بأنه: شديد العوج، كثير الخصومة (¬6).
¬_________
(¬1) صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب 13 - الحديث 83 (شرح النووي 15/ 215).
(¬2) سنن أبي داود - كتاب الأدب - باب 55 - الحديث 4916 (صحيح).
(¬3) صحيح مسلم - كتاب البر - باب 11 - الحديث 2565 (شرح النووي 16/ 358).
(¬4) صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب 62 - الحديث 6077 (الفتح 10/ 492).
(¬5) صحيح البخاري - كتاب الأحكام - باب 34 - الحديث 7188 (الفتح 13/ 180).
(¬6) فتح الباري 8/ 188.