والمؤمن الطيِّب يحافظ على صفاء الود مع أخيه، كما في الحديث القدسي: «وحُقَّت محبتي للذين يتصافون من أجلي» (¬2)، ويبادر إلى زيارة أخيه المسلم، أو عيادته، فيقول الله له: «طبتَ وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلًا» (¬3). فالتصافي والتواصل علامة طيبة، ولا يتخلق بها إلا الطيب.
والمجاهد الطيب لا يطمئن قلبه بالقعود حين يستنفر الناس، ولذلك وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسية صحابته الكرام - لو أنه خرج في كل سرية - فقال: «ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي» (¬4). ولذلك كان المنافقون - لما في نفوسهم من الخبث - لا يتحرَّجون من أن يتعللوا بأعذار واهية، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع صحابته في الحر والنصب، والمنازلة والطعان.
وتطييب قلوب عباد الله من علامات طيب القلب، فقد وصف
¬_________
(¬1) صحيح سنن الترمذي 2/ 150 - كتاب اللباس - باب 18 - الحديث 1431/ 1819 (صحيح)
(¬2) ميند أحمد 4/ 386 وطرفه «إن الله عز وجل يقول: قد حقت محبتي ....»
(¬3) صحيح سنن الترمذي 2/ 195 - كتاب البر - باب 63 - الحديث 1633/ 2093 (حسن)
(¬4) صحيح مسلم - كتاب الإمارة باب 28 - الحديث 106 (شرح النووي 13/ 25)