وفي رواية مسلم تقولُ أم حبيبة راوية الحديث، ويقول كلٌّ من عمرو بن أوس والنعمان بن ثابت - من رجال السند -: (ما تركتهن منذ سمعتهن) (¬2).
وتقول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه) (¬3)، وعند مسلم كذلك (وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته) (¬4).
وحين سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب الى الله؟ قال: «أدومه وإن قل» (¬5)، (وكان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملاً أثبتوه) (¬6)، يقول النووي: (أي لازموه وداوموا عليه) (¬7).
والثبات مظهر بارز للاستقامة؛ لأن المذبذب المتقلِّب لا يقدر على الثبات، ولا يقوى على الاستقامة، فقد كان الواحد من الصحابة يقول: يا رسول الله، حدِّثني بعملٍ أستقيم عليه وأعمله، فأجابه بأوجب
¬_________
(¬1) صحيح الجامع - الحديث 6183 (صحيح).
(¬2) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب 15 الحديث 728 (شرح النووي 3/ 252).
(¬3) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب 31 الحديث 221 (شرح النووي 3/ 321).
(¬4) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب 30 الحديث 218 (شرح النووي 3/ 319).
(¬5) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب 30 الحديث 216 (شرح النووري 3/ 318).
(¬6) نفس المصدر السابق الحديث 215.
(¬7) شرح النووي لصحيح مسلم 3/ 319.