إن غلبة التعامل بالطيبة، ونقاء المجتمع من الخبث، حصانة من غضب الله وانتقامه، ولذلك تساءلت زينيب بنت جحش: «أفنَهلِكُ وفينا الصالحون؟»، فأجابها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعم إذا كثر الخبث» (¬2).
قال ابن العربي: (وفيه البيان بأن الخير يهلك بهلاك الشرير، إذا لم يغير عليه خبثه) (¬3).
الطيب نقي القلب، سليم السريرة، حسن الظن بالناس .. ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «ونق قلبي من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» (¬4)، ولا يغُرَّنَّك ما يلصقه الخبثاء بالطيبين: من صفات الغفلة، وضعف العقل، وقلة الحيلة، والهوان على الناس. فلأن تكون مقبولًا عند الله خير لك من أَوْسِمة الدهاء والحيلة والخبث.
خلاصة هذا الفصل وعناصره:
- من معاني الطيبة في اللغة والقرآن.
- المؤمن يعتز بطيبته.
¬_________
(¬1) صحيح سنن ابن ماجه - كتاب الهد - باب 31 - الحديث 3437/ 4262 (صحيح).
(¬2) صحيح البخاري - كتاب الفتن - باب 28 - الحديث 7135 (الفتح 13/ 106).
(¬3) نقلًا عن فتح الباري 13/ 109.
(¬4) صحيح البخاري - كتاب الدعوات - باب 39 - الحديث 6368 (الفتح 11/ 1769.