ولإحساس المؤمن في الدنيا بأن الله يراه على جميع أحواله، فإنه يستحيي من ربه، ولذلك ورد في التستر عند الاغتسال في الخلوة، قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الله أحق أن يُستَحْيَا منه من الناس» (¬2)، والذي يستحيي من ربه، إن كشف عورته في خلوته، حريٌّ به أن يمنعه الحياء من الإقدام على معصية.
ويكفي في فضيلة الحياء وأثره، أن الأنبياء السابقين حذروا من كسر حاجز الحياء، لئلا يقع المرء في كل القبائح - وليس له رادع ولا وازع - كما في الحديث: «إن مما أدرك الناسُ من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» (¬3).
ومن الوجوه التي يفهم بها هذا الحديث أنه:
حيث تشعر بالحرج، وتخشى التأثم، فتوقف، وحيث يطمئن القلب، ولا تشعر بالحرجن فاصنع ما شئت.
¬_________
(¬1) صحيح البخاري - كتاب التفسير - سورة 2 - باب 1 - الحديث 4476 (الفتح 8/ 160).
(¬2) من معلقات البخاري في كتاب الغسل - باب 20. قال في الفتح 1/ 386: (.. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم) ..
(¬3) صحيح البخاري - كتاب الادب - باب 78 - الحديث 6120 (الفتح 10/ 523)