ويتميز سيد قطب رحمه الله غيظًا من علماء المسلمين الذين انزلقوا إلى ما وقع فيه علماء أهل الكتاب حيث يقول: (ومثل هذا الفريق من أهل الكتاب فريق ممن يدعون الإسلام ويدعون العلم بالدين .. وهم أولى بأن يوجه إليهم هذا القرآن اليوم، وهم يلوون النصوص القرآنية ليًّا لإقامة أرباب من دون الله في شتى الصور، وهم يتصيدون من النصوص ما يلوونه لتمويه هذه المفتريات {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78] (¬3).
فلا مجاهد بلا ربانية، ولا ربانية بغير علم وعمل وحكمة وإخلاص وصبر وتربية وبصيرة .. والذين يتبوؤون مراكز التوجيه ويتصدرون ساحات الجهاد لا بدَّ أن يأخذوا أنفسهم بالعزيمة ليحسنوا
¬_________
(¬1) تفسير أبي السعود 1/ 379.
(¬2) في ظلال القرآن 2/ 928 عند تعليقه على الآية 63 من سورة المائدة.
(¬3) في ظلال القرآن 1/ 420 عند تعليقه على الآية 78 من آل عمران، والآية الأخيرة من آل عمران.