والرأس في الخير لا بد أن يقدم رأسه ثمنًا لرياسته، وأن يهون في نظره كل شيء في سبيل ثباته في مواقف الابتلاء، وقد سُجن البويطي - خليفة الشافعي - في فتنة خلق القرآن وقُيِّد بالسلاسل والأغلال، ولم يقبل أن ينطق بغير الحق ولو همسًا وهو يقول:) إنه يقتدي بي مائة ألف، ولأموتن في حديدي هذا؛ حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ((¬4).
فعسى إن كنا على مستوى حسن الأسوة والتأسي، أن يجعلنا الله أئمة ويجعلنا الوارثين، ويُمكِّن لنا في الأرض، ويجعلنا للمتقين إمامًا.
خلاصة هذا الفصل وعناصره:
- عباد الرحمن يتطلعون لأن يكونوا للمتقين إمامًا.
¬_________
(¬1) مشكاة المصابيح 3/ 1418 صححه الألباني موقوفًا على ابن مسعود.
(¬2) أخرجه الترمذي (جامع الأصول 11/ 747 برقم 9444) وحسنه الترمذي، وضعفه الأرناؤوط وقال: لبضع فقراته شواهد.
(¬3) عارضة الأحوذي 9/ 42.
(¬4) طبقات الشافعية 1/ 275 من ترجمة يوسف بن يحيى البويطي.