ولقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمن الذي يقرأ القرآن بثمرة «الأترُجَّة»: «طعمها طيب وريحها طيب» (¬3)، وضرب للمؤمن مثلًا آخر، فقال: «والذي نفس محمد بيده، إن مثل المؤمن لكمثل النحلة، أكلت طيبًا، ووضعت طيبًا ..» (¬4)، وكلها تؤكد على أصالة عنصر الطيبة في نفسية المؤمن، وسمة الخيرية في تعامله.
والرجل الطيب، قد يختلف حاله .. فيكون أحيانًا أكثر انشراحًا، وأحسن بشاشة .. تبعًا لما يمر به من أقدار، وقد لاحظ الصحابة - رضي الله عنهم - ذلك مرةً على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضهم: «نراك اليوم طيب النفس، فقال: أجل. والحمد لله. ثم أفاض القوم في ذكر الغنى. فقال: لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى،
¬_________
(¬1) (صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب 100 - الحديث 6179 (الفتح 10/ 563)
(¬2) فتح الباري 10/ 564
(¬3) صحيح البخاري - كتاب التوحيد - باب 57 - الحديث 7560 (الفتح 13/ 535)
(¬4) مسند أحمد 2/ 199 - وإسناده قوي: كما في تخريج الحديث 876 في سلسلة الأحاديث الصحيحة.