التكافل صفة شاملة لصور كثيرة من التعاون والتآزر والمشاركة في سد الثغرات، تتمثل بتقديم العون والحماية والنصرة والمواساة، إلى أن تُقضَى حاجة المضطر، ويزول هم الحزين، ويندمل جُرح المصاب.
ولا ينعدم خلق التكافل إلا حينما تسود الأنانية، وتفتر المشاعر الأخوية، ويستغرق الناس في همومهم الفردية ومشاغلهم الشخصية.
وقد تآزر بنو هاشم - مسلمهم وكافرهم - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لئلا تقتله قريش، وانحازوا به إلى شِعْب أبي طالب وقاطعَتْهم العرب وحاصروهم في الشِّعب وكتبوا صحيفة المقاطعة وعلقوها في الكعبة، إلى أن اندفع بعض رجال قريش لاستنكار الحصار المضروب على بني هاشم في شِعْب أبي طالب بدافع خُلق التكافل - رغم جاهليتهم - ولم يطمئنوا حتى نقضوا الصحيفة الظالمة التي قضت بهذه المقاطعة (¬1).
وفي واقعنا كثيرٌ من صور تكافل أهل الباطل فيما بينهم، وبعض صور تعاطفهم مع المسلمين، بدوافع إنسانية أو قومية أو سياسية، فهل يكون ذلك حافزًا إضافيًّا للتكافل مع أخيك المسلم وأنت به أولى؟
¬_________
(¬1) قصة حصار بني هاشم في شعب أبي طالب رواها أصحاب السير والمغازي (انظر السيرة النبوية الصحيحة 1/ 181 - 183).