وهذا الصنف من الناس أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما سئل: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد» (¬2).
ولا يكتمل الإيمان في قلب من انجرف به التنافس غير الشريف إلى الحسد كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «.. ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمانُ والحسدُ» (¬3).
وللحسد عواقب وَخِيمة على الحاسد قبل غيره، وفي بيان بعض عواقب الحسد يقول القرطبي: (والحسد مذموم، وصاحبه مغموم، وهو يأكل الحسنات، وقال الحسن: ما رأيتُ ظالمًا أشبه بمظلوم من حاسد؛ نَفَسٌ دائم، وحزن لازم، وعَبرة لا تنفد.
وقال عبد الله بن مسعود: لا تُعادُوا نعم الله، قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين
¬_________
(¬1) شرح النووي لصحيح مسلم 9/ 308 - 309 من شرح الحديث 9 من كتاب الزهد.
(¬2) صحيح سنن ابن ماجه للألباني - كتاب الزهد - باب 24 - الحديث 3397/ 4216 (صحيح).
(¬3) صحيح سنن النسائي للألباني - كتاب الجهاد - باب 8 - الحديث 2912 (حسن).