الأصل في مجتمع المسلمين أنه مجتمعُ تعاونٍ وتكاتف وتعاضد، ولكن باتجاه الخير والبر والتقوى، وبعيدًا عن الشر والإثم والعدوان.
وطالما يعيش الإنسان في المجتمعات البشرية، فإنه مدفوع لا محالة إلى صور من التعاون تعبر عن ولائه لأبناء مجتمعه، ومحتاج لا محالة إلى صور من التعاون تعبر عن ضعفه وعجزه، وعدم استغنائه بنفسه عن معونة من يعيشون حوله.
من الصدقات التي يزكي بها المسلم يومَه ويتصدَّق بها على نفسه أنه «يعين ذا الحاجة الملهوف» (¬1)، «ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه» (¬2)، وإذا ما وجدت عظمًا في طريق الناس كان «رفعك العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الأرتم صدقة» (¬3).إن مجتمعًا يفشو فيه التعاون لا يضيع فيه أحد ولا يشتكي مخلوق، لأن كل واحد منهم عندئذٍ مقضي الحاجة، مُعانٌ على
¬_________
(¬1) صحيح البخاري - كتاب الزكاة - باب 30 - الحديث 1445 (الفتح 3/ 307).
(¬2) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب 128 - الحديث 2989 (الفتح 6/ 132).
(¬3) مسند أحمد 5/ 154.