الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، المتمِّم لمكارم الأخلاق، والمشهود له بالأسوة الحسنة والخلق العظيم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فكم من المشاريع بدأت من فكرة عابرة!
وكم من الأفكار انطلقت من رأي عَجِلٍ!
وكم من الدراسات تولدت من موقف طارئ .. ثم تنقدح الخطط وتنبري الهمم لتصبح فكرةُ الأمس واقعًا قائمًا اليوم، وليغدو الاقتراح العابر مشروعًا حيًّا على ساحة العمل.
هكذا نبتت فكرة هذا الكتاب .. وتلك هي قصته.
لم تكن مواضيع كتاب اليوم سوى مقالات الأمس المنشورة شهريًّا في صفحة (من أخلاق المجاهد) وشهرًا تلو شهر ثم سنة تلو سنة بدأت تتوارد رسائل كتابية وكلمات شفوية بجمع هذه المادة بين دفتي كتاب.
وببركة الشورى نبتت فكرة المقالة ثم فكرة الكتاب، وببركة التعاون بدأت تنقلب إلى حقيقة واقعة، وبدأ الكتاب يصل إلى يدَي القارئ الكريم بعد حوالَي عشر سنوات مشحونة بالمعاناة من خلال تجربة فريدة للعمل الإسلامي المعاصر.
وفي هذا المقام لا بدَّ أن أتقدَّم بجزيل شكري وصالح دعائي لكل مَن ساهم معنا برأيه أو بجهده أو بتشجيعه، ولكل من يسعفنا بملاحظاته وتوجيهاته.
ولعله إن كُتِب لهذا العمل القَبولُ بين الناس أن يُطوَّر ويُكمَل ويُعَد، ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص وأن يتقبل منا، إنه سميع مجيب.
(ربيع الأول/ 1415 هـ)