وفي التعامل مع الخدم والرقيق وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى معاونة أحدهم على ما يقوم به من أمر الخدمة: «إخوانكم فأحسِنوا إليهم أو فأصلحوا إليهم، واستعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبهم» (¬1).
وفي قصة تحرر سلمان برزت أسمى صور التعاون؛ حيث وجَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمان للمكاتبة وقال للصحابة: «أعينوا أخاكم»، وكان سيده قد طلب منه ثلاثمائة نخلة يزرعها ومالًا يؤديه ليحرره، فتطوع كل منهم بثلاثين نخلة وبخمس عشرة نخلة وبعشر حتى سدَّدوا عنه ثلاثمائة نخلة، وأعانه الصحابة في الحفر لها، وأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زراعتها، ولما أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة الدجاجة من ذهب في بعض المغازي دعا سلمان وقال له: «خذ هذه فأدِّ بها ما عليك ..» (¬2)، وبذلك أعتق سلمان - رضي الله عنه -.
وكل ما يخطر على البال من صور التعاون بين المؤمنين يعمُّه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة،
¬_________
(¬1) مسند أحمد 5/ 58.
(¬2) مسند أحمد 5/ 443.