ولقد كانت النسوة تقدم خدماتها في ميادين الجهاد، ومن ذلك موقف نساء من بني غِفارٍ، أردن الخروج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فقلن له: «يا رسول الله، قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا، فنداوي الجرحى، ونعين المسلمين بما استطعنا. فقال: على بركة الله» (¬2)، فإذا كان هذا شأن النساء في التعاون فهل يحجم الرجال؟!
وأصحاب الأهداف العظيمة لا يصلون إلى أهدافهم بالجهود المتضادة المتنافرة، ولنا في ذي القرنين أسوةٌ حين قال لقومه: {مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95]، فنتعاون بقوة للخير وعلى الخير، ولنخرج من دائرة الأنانية والاهتمامات الفردية، ولنعش مشاعر الأمة ذات الجسد الواحد.
خلاصة هذا الفصل وعناصر:
• الإنسان لا يستغنى عن التعاون مع أفراد مجتمعه.
• كثير من صدقات المرء على نفسه إنما هي من صور التعاون.
• من أبرك صور التعاون، التعاون مع الأمير الصالح.
• حديثُ الدخول في الإسلام تقدم إليه خدمات تعاونية.
• من أعظم التعاون:
- التعاون في دفع الظلم.
- في تجهيز الغازي.
¬_________
(¬1) صحيح سنن أبي داود - كتاب الأدب - باب 68 - الحديث 4137/ 4946 (صحيح).
(¬2) مسند أحمد 6/ 380.