العَلاقة بين الحب والتآخي عَلاقة وثيقة، لحمتها العقيدة، فكل من عقد الله بينك وبينه عقد الأخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ....} [الحجرات: 10]، يستحق منك مبادلته بلوازم الحب في الله، وكل من يعاملك بالمحبة الإيمانية، يستوجب عليك حقوق الأخوَّة الإسلامية.
في مقام النهي عن بعض صور الإساءة إلى المسلم، أو الأمر ببعض صور التكافل والتعاون والتراحم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشفع توجيهاته تلك بقوله: «.. وكونوا عباد الله إخوانًا» (¬1)، ويُبيِّن القرطبي معنى الأخوة المقصود في الحديث بقوله: (اكتسبوا ما تصيرون به كإخوان النسب؛ في الشفقة والرحمة، والمواساة والمعاونة والنصيحة) (¬2).
والميزان الضابط لمفهوم الأخوَّة، والذي لا يتم الإيمان إلا به، ما بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير» (¬3)، ويعلق الكرماني بقوله: (ومن الإيمان أيضًا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، ولم يذكره؛ لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه اكتفاء) (¬4).
¬_________
(¬1) رواه البخاري وأبو داود والترمذي ومالك (جامع الأصول 6/ 523 الحديث 4731).
(¬2) نقلًا عن حاشية الموطأ بتعليق فؤاد عبد الباقي ص 908 كتاب حسن الخلق الحديث 15.
(¬3) صحيح الجامع برقم 7085 (صحيح).
(¬4) فتح الباري 1/ 58 عند شرح الحديث 13 من كتاب الإيمان - باب 7.