ومن صور التكافل الشرعية التكافل مع القاتل في دفع دِيَة المقتول، حيث تكلف عصبته وعشريته الأقربون الموسرون بتحمل دِيَة المقتول، مواساة وإعانة للقاتل خطأً، الذي قد تأتي الدية على كل ماله فترهقه، ولو عجزت عصبته، أو لم يكن له عصبة، دُفعت الدية من بيت المال (¬3).
ومن أشد الصور: استنقاذ الأخ الأسير بكل غالٍ وثمين، وقد روي أن سلمة بن الأكوع غزا (هوازن) مع أبي بكر، فنفله جارية من بني فزارة من أجمل العرب، فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، فقال له: «لله أبوك، هبها لي» فوهبها له، ففادى بها أسارى من أسارى المسلمين
¬_________
(¬1) صحيح البخاري - كتاب النفقات - باب 15 - الحديث 5371 (الفتح 9/ 515).
(¬2) مسند أحمد 6/ 135 - كما رواه البخاري في كتاب الشروط - باب 3 - الحديث 2717.
(¬3) يراجع تفصيل ذلك ذلك في باب العاقلة من كتاب الديات في كتب الفقه.