ولابد في الاستعداد للموتِ في سبيل الله أن يستتبع التوبة إصلاح العمل، وقد كان ابن عمر يقول: (إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك) (¬2)، يقول ابن حجر في شرح الحديث: (أي اعمَل ما تلقى نفعه بعد موتك، وبادِر أيام صحتك بالعمل الصالح، فإن المرض قد يطرأ فيمنع من العمل، فيُخشى على مَن فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد) (¬3).
كما جاء في تعليل النهي عن تمني الموت، قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب» (¬4)، (وقوله: يستعتب أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار، والاستعتاب طلب الإعتاب، والهمزة للإزالة؛ أي: يطلب إزالة العتاب) (¬5)، وفي بيان
¬_________
(¬1) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب 19 - الحديث 2815 (فتح الباري 6/ 31).
(¬2) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب 3 - الحديث 6416 (فتح الباري 11/ 233).
(¬3) فتح الباري (11/ 235) عند شرحه للحديث 6416.
(¬4) صحيح البخاري - كتاب التمني - باب 6 - الحديث 7235 (فتح الباري 13/ 220).
(¬5) فتح الباري 6/ 122 عند شرحه للحديث 7235.