ومثل هذه الصورة تكرَّرت عندما طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صحابته أن يتصدَّقوا، يقول عمر: ووافق ذلك عندي مالًا فقلت: اليوم أسبق أبا بكر - إن سبقته يومًا - فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أبقيت لأهلك؟»، قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: «يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، عندئذٍ قال عمر: لا أسبقه إلى شيء أبدًا» (¬3).
هكذا يكون التنافس بين الأنداد بحب واحترام، وليس بالحقد والامتهان، أما التنافس غير الشريف، فيبدأ فيما بيَّنه النووي في شرح مسلم: (قال العلماء: التنافس إلى الشيء المسابقة إليه، وكراهة أخذ غيرك إياه وهو أول درجات الحسد، وأما الحسد فهو تمني زوال النعمة) (¬4).
ومثل ذلك ما بيَّنه ابن حجر: (... والتنافس من المنافسة: وهي الرغبة في الشيء، ومحبة الانفراد به، والمغالبة عليه) (¬5).
وفي موضع
¬_________
(¬1) صحيح ابن ماجه للألباني - المقدمة - باب 11 - الحديث 114/ 138 (صحيح).
(¬2) مسند أحمد 1/ 38 عن عمر بن الخطاب، وصحح أحمد شاكر إسناده في تعليقه على المسند (265).
(¬3) صحيح سنن الترمذي - كتاب المناقب - باب 41 - الحديث 2902/ 3939 (حسن).
(¬4) شرح صحيح مسلم 18/ 308 من شرح الحديث (7) من كتاب الزهد.
(¬5) فتح الباري 11/ 245 - من شرح الباب 7 من كتاب الرقاق.