وأحيانًا تصيب المرء مشاعر لا يملك مدافعتها، فأقل ما يعمله إيقافها عند حد الأمان كما في الحديث: «ثلاث لا يسلم منها أحد: الطيرة والظن والحسد، قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ» (¬2).
وعن الحسن البصري قال: (ما من آدمي إلا وفيه الحسد، فمَن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم، لم يتبعه من شيء) (¬3).
ويوضح القرطبي الحسد المذموم بقوله: (فالمذموم أن تتمنى زوال نعمة الله عن أخيك المسلم، وسواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أو لا .. وإنما كان مذمومًا؛ لأن فيه تسفيه الحق سبحانه، وأنه أنعم على من لا يستحق!) (¬4).
¬_________
(¬1) فتح الباري 10/ 482.
(¬2) أدرجه ابن حجر في الفتح 10/ 482 ولم يعقب عليه، وفي ضعيف الجامع بألفاظ مقاربة عن الحسن مرسلًا برقم 2526.
(¬3) فتح الباري 10/ 482 من شرح الحديث 6064 من باب 57 من كتاب الأدب.
(¬4) الجامع لأحكام القرآن 2/ 71 من تفسير الآية {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ...} [البقرة: 109].