المبحث الثاني
رياضة المشي
وصف الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان قوي الإحتمال و الجلد،يسير مندفعاً إلى الأمام،سريع الخطو في مشيته(2).عن أبي هريرة - رضي الله عنه -قال:"ما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكأنما تطوى له الأرض،وكنا إذا مشينا نجهد انفسنا وإنه لغير مكترث … وفي رواية … وإنا لنجهد انفسنا ولا يبدو عليه الجهد"(1). ومن حديث طويل يصف فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:"كان إذا تمشى تقلع كأنما يمشي في صبب"(2) والتقلع:افرتفاع عن الأرض.
ويروى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها رأت جماعة من الناس يسيرون الهوينى في تراخ وفتور فحسبت أن بهم مرضاً،فسألت عنهم فقيل لها:يا أم المؤمنين،ما بهم من مرض ولكنهم نُساك زهاد.فقالت:"والله ما أنتم بأكثر نسكاً ولا زهداً من عمر وكان إذا مشى أسرع وغذا تكلم أسمع وغذا ضرب أوجع".
لقد كان المشي وسيلة التنقل المعهودة لنبي البشر (3)،ولكن لما كثرت وسائط النقل وأصبح الناس لا يمارسون "المشي" إلا لحاجانهم الضرورية،كثرت الأمراض الناشئة عن قلة الحركة،وأصبحت رياضة المشي اليوم من أهم وأنفع الرياضات للوقاية والعلاج.
__________
(1) رواه الترمذي وابن حيان وهو حديث حسن (الأرناؤوط) .
(2) رواه الترمذي وحسنه .