ويلخص د.حامد الغوابي (4) الآثار السيئة للحسد على البدن وصحته ويبين أن الحسد يؤدي عند الحاسد إلى ظهور انفعالات نفسية – عصبية كما تضطرب عنده الغدد الصماء،فيعتل جسمه ويذوي.فالحاسد دوماً في ضيق وقلق،وهذا يصحبه الأرق،ومع استمرار الأرق يحس بالإعياء والتعب ويفقد شهيته للطعام ويتناقص وزنه ثم تظهر عنده أعراض عصبية مزعجة،كالصداع والطنين في الأذنين تمنع عنه الراحة والهدوء،وقد تظهر آلام خناقية في صدره،وكلما احتدمت نزوات حسده زاد الألم وتكررت نوبه مما يعرضه للإصابة بالذبحة الصدرية.
والحسد يهيئ للإصابة بقرحة العدة التي ثبت أنها تنشأ من الانفعالات أكثر مما تنشأ عن خطأ في التغذية،وقد يؤدي لارتفاع الضغط الدموي،والذي يتناسب ارتفاعه مع زيادة الانفعالات ويعظم خطره.ونحن نعلم أن أطباء القلب يوصون المرضى بالهدوء والراحة وترك الهواجس،ونبذ انشغال الفكر بالغير والبعد ما أمكن عن الانفعالات النفسية.
وقد يسبب الحسد مرض السوداء [ المانخوليا ] عند الحاسد وحبه للوحدة والعزلة غير ما يؤدي إليه من ارتباك العقل وعدم القدرة على التركيز،وكم سبب الحسد عند صاحبه من عقد نفسية وتركت عنده أمراضاً لا يمحى أثرها.وأخيراً فإنك لن ترى حاسداً حقوداً إلا وقد رسم في وجهه تجاعيد الشيخوخة ولفحة الشيب – المبكران – وإن كان في عنفوان شبابه.