والهدي النبوي في الدعاء واضح في النهي عن رفع الصوت أكثر من حاجة المستمعين لما روي عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"فإنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً" رواه البخاري ومسلم.
كما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رفع الصوت أثناء تلاوة القرآن في المساجد لئلا يؤثر بعضهم على قراءة البعض الآخر،إذ لا يمكن أن ينعم المصلي بالطمأنينة والخشوع وسط أجواء صاخبة.فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنه يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجي ربه ولا يجهر بعضكم على بعض في الصلاة" أخرجه الطبراني وأحمد في مسنده ورواه البغوي بلفظ"إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلينظر أحدكم ما يقول في صلاته ولا ترفعوا أصواتكم فتؤذوا المؤمنين".
هذه وصايا ديننا الحنيف،دين الحياة الهادئة البعيدة عن الصخب و الضجيج.وأما ما يفعله جهلاء المسلمين من رفع مكبرات الصوت في المآذن والمساجد والحفلات والمآتم إلى أكبر مدىً،سواءً في قراءة القرآن أو غيره،فليس من البر أو التقوى في شيء،بل أنزل القرآن العظيم ليقرأ بهدوء وطمأنينة وتدبر ليفهم وليطبق.