وهذا الأدب النبوي له حكمته الصحية الجلية،إذ يندفع مع العطاس رذاذه إلى مسافة بعيدة يمكن أن يصل معها إلى الجالسين مع العاطس،أو أن يصل إلى طعام أو إلى شراب قريب منه،وهذا يمكن أن ينقل العدوى بمرض ما(كالزكام)إن كان العاطس مصاباً به،وليس من خلق المسلم في أن يتسبب بشيء من ذلك،لذا علَّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأدب في أن نضع يدنا أو منديلاً على فمنا عند العطاس لمنع وصول رذاذه إلى الغير وفي ذلك – كما نرى – غاية الأدب ومنتهى الحكمة.
مراجع البحث
الحافظ ابن حجر العسقلاني:"فتح الباري شرح صحيح البخاري".
د.عبد الرزاق الكيلاني:"الحقائق الطبية في الإسلام".
د.غياث الأحمد:"الطب النبوي في ضوء العلم الحديث".
د.أنور حمدي:"النوم:أسراره وخفاياه" بيروت 1986.
د.إبراهيم الراوي:مقالته "أثر العطاس على الدماغ" مجلة حضارة الإسلام المجلد 20 العدد 5/6 لعام 1979.
المبحث الرابع
التدبير النبوي في الحسد
وأثره على صحة البدن
قال تعالى:(قل أعوذ برب الفلق،من شر ما خلق،ومن شر غاسق إذا وقب،ومن شر النفاثات في العقد،ومن شر حاسد إذا حسد) سورة الفلق.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"(2).
__________
(1) رواه أبو داود وروى الترمذي نحوه بسند صحيح.
(2) رواه أبو داود،كما أخرجه ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي الله عنه.