وفي معرض تحذيره من سورات الغضب يقول الإمام الغزالي (1):" اعلم أنه ظنَّ الظانون أن يتصور محو الغضب بالكلية وزعموا أن الرياضة تتوجه إليه وإياه تقصد وظن آخرون أنه أصل لا يقبل العلاج،وكلا الرأيين ضعيف … وأن طريق الخلاص من نار الغضب محو الدنيا عن القلب وذلك بمعرفة آفات الدنيا وغوائلها ومن أخرج حب المزايا عن القلب تخلص من أكثر أسباب الغضب،ولا يمكن محوه،يمكن كسره وتضعيفه،فيضعف الغضب بسببه ويهون دفعه ".
ويتابع حجة الإسلام قائلاً:وإنما يعالج الغضب عند هيجانه بمعجون العلم والعمل … أما العلم فهو ستة أمور :
الأول:أن يتفكر في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم فيرغب في ثوابه،فتمنعه شدة الحرص على ثواب الكظم عن التشفي والانتقام وينطفئ عنه غيظه.
الثاني:أن يخوف نفسه بعقاب الله ويتذكر أن قدرة الله أعظم من قدرته على هذا الإنسان.
الثالث:أن يخوف نفسه بعواقب الغضب ويحذرها عاقبة العداوة ونشر العدو لمقابلته.
الرابع أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب.
الخامس:أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام ويمنعه من كظم غيظه.