ويشرح الإمام النووي (3) كيفية الاستياك كما جاءت في هدي النبوة:"والمستحب أن يُستاك عرضاً ولا يُستاك طولاً لئلا يدمي لحم أسنانه،وأن يمر بالسِّواك على طرف أسنانه وكرسي أضراسه وأن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن" ويضيف:"ويستحب أن يُستاك عرضاً في ظاهر الأسنان وباطنها.وأما جلاء الأسنان بالحديد وبردها بالمبرد فمكروه لأنه يضعف الأسنان ويفضي إلى انكسارها،ولأنه يخشنها فتتراكم الصفرة عليها".
عن ربيعة بن أكثم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "كان يستاك عرضاً ويشرب مصاً" رواه البيهقي في سننه.
وعن عطاء بن رباح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :"إذا شربتم فاشربوا مصاً وإذا استكتم فاستاكوا عرضاً" أخرجه البيهقي وأبو داود.
يقول د. محمد علي البار :"هذه الأحاديث وغيرها مما نص على الاستياك عرضاً كلها ضعيفة لأنها مرسلة [سقط منها الصحابي]،ولكن ما هو المقصود بالاستياك عرضاً ؟
إن أطباء الأسنان يقولون إن اتجاه الفرشاة في تنظيف الأسنان العلوية يجب أن يكون من الأعلى إلى الأسفل وعكس ذلك لتنظيف أسنان الفك السفلي،أي من أسفل إلى أعلى،وأطباء الأسنان يسمّون ذلك "الاستياك طولاً "، أي بالنسبة لمحور السن.فهل ما ورد في الأحاديث وكلام العلماء "عرضاً" يختلف عنه،أم أنه نفس المقصود مع اختلاف التعبير ؟ إن الطول والعرض يعتمد على تحديد المحور فإن قصد محور الفم كان الاستياك عرضاً هو ذاته ما ذكره الأطباء المحدثون".