فلا مبرر لرفع الصوت أكثر مما يحتاج إليه السامع،هذه هي القاعدة الشرعية،وقد اعتبر القرآن الكريم خفض الصوت في المجالس من التقوى.قال تعالى:(إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) سورة الحجرات.
فما كان مطلوباً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون مطلوباً أمام كبير القوم من أبٍ وعالم وأستاذ ومرب أو شيخ،ومن ثمَّ يتعودها المسلم في حياته فيكون خفض الصوت من سماته وكذا عدم إثارة الصخب والضجيج.وقد عاب القرآن على بعض الأعراب مناداتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الجدار وقلة ذوقهم في رفع أصواتهم.
قال تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) الحجرات.
ولقد نهى الشارع الحكيم عن الضجة والصخب ورفع الصوت في كل أنواع العبادات في مجتمع الإسلام.وعندما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختيار طريقة لتبليغ الناس دخول وقت الصلاة (2) استشار أصحابه في ذلك ورفض اقتراحات بعضهم باستعمال الناقوس أو الطبول أو الأجراس،واختار الأذان بصوت الإنسان لأنه أدعى إلى الهدوء والسكينة والبعد عن الصخب،وطلب تلقينه بلالاً لأدائه لأنه أندى صوتاً ! ألا ما أعظمك من نبي حكيم يا خاتم الأنبياء…
وعند أداء المسلم لصلاته أمره الشارع ألا يرفع صوته بأكثر من المطلوب وفي حد متوسط مقبول.قال تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً).