الحديث الاول: قال الإمام البخاري:
حثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن ابى حازم قال سمعت سهل بن سعد –رضي الله عنه – قال: جاءت امرأة ببردة قال: أتدرون ما البردة؟ فقيل له: نعم هي الشملة منسوج في حاشيتها. قالت: يارسول الله: إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره فقال رجل من القوم: يارسول الله اكسنيها فقال: نعم، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم: ما أحسنت سألته إياها، لقد علمت أنه لايرد سائلاً. فقال الرجل: والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت قال سهل: فكانت كفنه.
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري (¬1) والنسائي كلاهما عن سهل بن سعد (¬2)،
غريب الحديث:
الشملة: كساء (¬3)
شرح الحديث
الشاهد في الحديث في قوله (فطواها ثم أرسل بها أليه) فيه تنبيه الى عظيم خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ي الإيثار حيث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان بحاجة اليها حين أهدتها المرأة إليه وقد أنكر الصحابة فعل الرجل سائلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأنهم أرادوا لومه على أعطاءه أياه لكن أيثار الداعية يأبى إلا أن ينظر الى
¬__________
(¬1) صحيح البخاري، البيوع، 2/ 737 حديث 1987.
(¬2) في الزينة 8/ 205 حديث 5321 و ج 5 ص 2189 حديث 5473.
(¬3) مختار الصحاح 1/ 146