أحب ما بدت من صاحب لك زلة ... فكن أنت محتالا لزلته عذرا
أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه ... كان به عن كل فاحشة وقرا
سليم دواعي الصدر لا باسط أذى ... ولا مانع خيرا ولا قائل هجرا
والداعي إلى هذا التأويل شيئان: التغافل الحادث عن الفطنة والتألف الصادر عن الوفاء. وقال بعض الحكماء: وجدت أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلّا بالتغافل. وقال أكثم بن صيفي: من شدّد نفّر ومن تراخى تألف والشرف في التغافل. وقال شبيب بن شيبة: الأريب العاقل هو الفطن المتغافل وقال الطائي:
ليس الغبيّ بسيد في قومه ... لكنّ سيد قومه المتغابي
وقال أبو العتاهية
إن في صحة الإخاء من النا ... س وفي خلة الوفاء لقله
فالبس الناس ما استطعت على النق- ... ص وإلّا لم تستقم لك خله