[أدب الرياضة والاستصلاح]
وسنذكر من أحوال أدب الرياضة والاستصلاح فصولا تحتوي على ما يلزم مراعاته من الأخلاق ويجب معاناته من الأدب وهي ستة فصول متفرعة:
(الفصل الأوّل) في مجانبة الكبر والإعجاب
لأنهما يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل وليس لمن استوليا عليه إصغاء لنصح ولا قبول لتأديب لأن الكبر يكون بالمنزلة والعجب يكون بالفضيلة فالمتكبر يجل نفسه عن رتبة المتعلمين والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدبين فلذلك وجب تقديم القول فيهما بابانة ما يكسبانه من ذم ويوجبانه من لوم فنقول:
أما الكبر فيكسب المقت ويلهي عن التألف ويوغر صدور الإخوان وحسبك بذلك سوءا عن استقصاء ذمه. ولذلك قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لعمه العباس:
أنهاك عن الشرك باللّه والكبر فإن اللّه يحتجب منهما وقال أردشير بن بابك:
ما الكبر إلّا فضل حمق لم يدر صاحبه أين يذهب به فيصرفه إلى الكبر وما أشبه ما قال بالحق. وحكي أن مطرف بن عبد اللّه بن الشخير نظر إلى