وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما: بين لها ما تأتى من الخير وتذر من الشر وسنذكر تعليل كل شيء في موضعه فإنه أولى به وأحق.
فأول مقدّمات أدب الرياضة والاستصلاح أن لا يسبق إلى حسن الظن بنفسه فيخفى عنه مذموم شيمه ومساوىء أخلاقه لأن النفس بالشهوات آمرة وعن الرشد زاجرة. وقد قال اللّه تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ثم أهلك ثم عيالك» ودعت اعرابية لرجل فقالت: كبت اللّه كل عدوّ لك إلّا نفسك فأخذه بعض الشعراء فقال:
قلبي إلى ما ضرني داعي ... يكثر أسقامي وأوجاعي
كيف احتراسي من عدوّي إذا ... كان عدوّي بين أضلاعي
فإذا كانت النفس كذلك فحسن الظن بها ذريعة إلى تحكيمها وتحكيمها داع إلى سلاطتها وفساد الأخلاق بها فإذا صرف حسن الظن عنها وتوسمها بما هي عليه من التسويف والمكر فاز بطاعتها وانحاز عن معصيتها. وقد قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: العاجز من عجز من