وأعجب حالات ابن آدم خلقه ... يضل إذا فكرت في كنهه الفكر
فيفرح بالشيء القليل بقاؤه ... ويجزع مما صار وهو له ذخر
وربما تسلى من هذه الحالة بالأماني وإن قل صدقها فقد قيل: قلما تصدق الأمنية ولكن قد يعتاض بها سلوة من هم أو مسرة برجاء. وقال أبو العتاهية:
حرّك مناك إذا اغتمم ... ت فإنهن مرواح
وقال آخر
إذا تمنيت بت الليل مغتبطا ... إن المنى رأس أموال المفاليس
ومنها الهموم التي تذهل اللب وتشغل القلب فلا تتبع الإحتمال ولا تقوى على صبر. وقد قيل: الهم كالسم. وقال بعض الأدباء: الحزن كالداء المخزون في فؤاد المحزون. وقال بعض الشعراء:
همومك بالعيش مقرونة ... فما تقطع العيش إلّا بهم
إذا تم أمر بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم
وحام عليها بشكر الإله ... فإن الإله سريع النقم