اما القول الاخير فهو أن أبا الاسود قد أقدم على ذلك العمل من تلقاء نفسه لسماعه لحن قارئ ولحن ابنته فعرض الامر على ابن عباس فوافقه على ذلك وأرشده وقام بذلك وترك كتاب اسماه (اصول النحو العربي)، (¬2) وقول آخر يقول ان عمر بن عبد العزيز (ت 101هـ) قد رأى قوما من الفرس ينظرون في النحو فقال: لئن أصلحتموه لأنتم أول من أفسده، (¬3) وعند آخرين ان ابن هرمز (ت 117هـ) واضعه، ومعظم الروايات أن الدؤليّ واضعه.
واذا كان النحو قد بدأ كذلك أثرا من آثار القرآن الكريم، فان القراءة هي العلم الذي استدعى النحو وتطلبه ليبين معاني القراءات ووجوهها في العربية على محمل الفصاحة والبيان، وذلك لاجماع العلماء على أن القراءة سنة يأخذها خالف عن سالف، (¬4) فليست قياساً ضابطاً للاحكام، بل هي رواية مسندة الى صاحبها الاول (- صلى الله عليه وسلم -)، واذا كان ابن مجاهد قد جعل القراء أربعة هم:
- القارئ المعرب: العالم بوجوه القراءات والاعراب واللغات والمعاني.
- القارئ الذي يعرف وجوه الاعراب ولا علم له بغيره.
- القارئ الحافظ.
¬__________
(¬1) ينظر: المصاحف: 2، 9، اخبار النحويين للبصريين: 12، المحكم 3 - 4، 6 - 7، 210، الموضح في التجويد: 63، انباه الرواة: 1/ 40، نزهة الالباء: 1 - 2، مقدمة ابن خلدون: 4/ 1256، تاريخ القرآن للزنجاني: 65 - 66، سيبويه امام النحاة، النجدي: 141 - 142، من قضايا اللغة والنحو، النجدي: 17، 110، دراسات في اللغة والنحو العربي: 60، القرآن الكريم وآثره، د. مكرم: 22، تجديد النحو العربي، د. دمشقية: 79، الاعجاز النحوي: 110.
(¬2) ينظر: المحكم: 4، 6 - 7، الفهرست: 59، الموضح في التجويد: 63 - 64، انباه الرواة: 1/ 41، 42، 44، نزهة الالباء: 3، تجديد النحو العربي: 99 - 100، القرآن الكريم إعجازه وبلاغته وعلومه: 171.
(¬3) ينظر: الفاضل للمبرد: 5، الفهرست 39.
(¬4) ينظر: الكتاب: 1/ 74، السبعة: 51، 52، اعراب ثلاثين سورة: 42، الابانة: 32، القرطبي: 8/ 379، 9/ 97، البحر: 1/ 159، 4/ 139، النشر: 1/ 11، 17، رسم المصحف د. شلبي 65.