ويشار الى ان النحو العربي أثر من آثار القرآن الكريم، فقد كانت " نشأة علم النحو عند العرب خدمة للغة الدين المقدسة " (¬2) لذلك فهو علم جليل لارتباطه بخدمة الكتاب وصونه من تخرصات الادعياء وانحراف الالسن عن جادة الكلم السليم، (¬3) وقد جاء تقويماً للملاحن التي تفشت بين ابناء الأمة الاسلامية من مختلف اللغات لتدارس شؤون دينهم بلغة القرآن الكريم، وهنا نهض ولاة الأمة بالحث على انتحاء نحو ينحوه الناس سلامة للغتهم وصوناً لقرآنهم، وقد اختلفت الروايات فيمن بدأ مشيراً بذلك أو مبتدعا له، فقول من الاقوال يجعل عمر (- رضي الله عنه -) هو الذي امر بتعليم العربية وتدارس النحو العربي وذلك من وجهين هما:
- امره الا يقرئ القرآن الا عالم بالعربية مطلع على أسرارها.
- امره لأبي الاسود الدؤلي أن يعلم اهل البصرة علم الاعراب. (¬4)
اما القول الاخر فهو اشارة علي (- عليه السلام -) الى أبي الاسود بأن ينحو للناس نحواً لسماع الامام استعمالات خارجة عن العرف اللغوي، فطلب من أبي الاسود (ت 69هـ) ذلك، وقول ثالث يذهب الى أن زياداً (ت 53هـ) قد طلب من أبي الاسود ذلك، ولكنه تأبى
¬__________
(¬1) ينظر: تأويل مشكل القرآن: 36 - 37، مقدمتان: 112، القرآن الكريم وأثره، د. مكرم: 28، 29.
(¬2) الحديث النبوي وأثره: 283 وينظر: الموجز في نشأة النحو: 6.
(¬3) ينظر: المنطلقات التأسيسية للنحو العربي: 51.
(¬4) ينظر: الكشاف: 2/ 245، الموضح في التجويد: 58 - 59، التبيان للعكبري: 2/ 635، انباء الرواة: 39 - 40، 41، البحر: 5/ 8، دراسات في اللغة والنحو العربي من عون: 60، تجديد النحو العربي، د. دمشقية: 102.