ب- أهمية الدعوة من السنة:
1 - بين النبي - صلى الله عليه وسلم - عظم أجر الدعوة إلى الهدى، وعظم وزر الدعوة إلى الضلالة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " (¬1).
2 - وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على الصبر وتحمل الأذى في سبيل دعوة الإسلام مهما كانت النتائج والعواقب في الدنيا، ووعدهم في مقابل ذلك بالنصر المبين، فعن خباب - رضي الله عنه - قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في ظل الكعبة، متوسداً بردة له، فقلنا: يا رسول الله، أدع الله - تبارك وتعالى - لنا وانتصره. قال: فاحمر لونه أو تغير، فقال: "لقد كان من قبلكم يحفر له حفرة، وجاء في المنشار ويوضع على رأسه، فيشق، ما يصرفه عن دينه ويمشطه بأمشاط الحديد ما دون عضم من لحم أو عصب، ما يصرفه عنه دينه، ويمتن الله - تبارك وتعالى - هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا
¬__________
(¬1) رواه مسلم في صحيحه (كتاب العلم - باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة 4/ 2060)، وأبو داود في سننه (كتاب السنة - باب لزوم السنة 5/ 16)، والترمذي في سننه (كتاب العلم - باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع أو في ضلالة 5/ 43)، وابن ماجه في سننه (المقدمة - باب من سن سنة حسنة أو سيئة 1/ 107).