أحببت أن أقدم للفصل بهذا التمهيد المهم الذي يفتح الباب للحديث عن تفاصيل الخلق الحسن بفروعه التي ستمر معنا في الأبحاث القادمة لما في ذلك من أهمية وجدتها للتقديم لما بعده حيث لا يُحصَى من دخل في الإسلام بسبب خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سواء كان ذلك الخلق الحسن من: جوده أو كرمه، أو عفوه أو صفحه، أو حلمه أو أناته، أو رفقه أو صبره، أو تواضعه أو عدله، أو رحمته أو منِّه، أو شجاعته وقوته، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم في حسن الخلق لعامة الناس وللدعاة خاصة لما في ذلك من مصلحة للدين وكسب لقلوب الناس إلى الله تعالى وللخلق الحسن في حياة المسلم عامة، وفي حياة الدعاة إلى الله تعالى خاصة من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته، وحسن الخلق كلمة جامعة تشمل جميع المحاسن التي يتصف بها الإنسان مما هو محمود من الأفعال وهذا ما يلزم الدعاة ليقوموا بواجب التبليغ للدين ويرغبوا الخلق بدين الله تعالى، والقلوب تألف صاحب الخلق الحسن ولذلك الخلق الحسن ضرورة اجتماعية لجميع المجتمعات، وهو من أعظم المهمات التي تتعين على جميع الدعاة إلى الله تعالى؛ لأن من تخلَّق به كان من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة، والخلق الحسن من أعظم القربات وأجلِّ العطايا والهبات، والداعية إلى الله تعالى هو من أحق الناس بهذا الخير العظيم؛ ليطبقه على نفسه، ويدعو الناس إليه؛ ليحصل على الثواب الجزيل، والخلق الحسن من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام، والهداية، والاستقامة؛ ولهذا من تتبع سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله وخاصة في دعوته إلى الله تعالى، فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجًا فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم. والخلق الحسن مطلب كل مسلم وكل داعية مخلص خاصة؛ لأنه
40 صفات الداعية إلى الله في الحديث النبوي الصفحة
أحببت أن أقدم للفصل بهذا التمهيد المهم الذي يفتح الباب للحديث عن تفاصيل الخلق الحسن بفروعه التي ستمر معنا في الأبحاث القادمة لما في ذلك من أهمية وجدتها للتقديم لما بعده حيث لا يُحصَى من دخل في الإسلام بسبب خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سواء كان ذلك الخلق الحسن من: جوده أو كرمه، أو عفوه أو صفحه، أو حلمه أو أناته، أو رفقه أو صبره، أو تواضعه أو عدله، أو رحمته أو منِّه، أو شجاعته وقوته، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم في حسن الخلق لعامة الناس وللدعاة خاصة لما في ذلك من مصلحة للدين وكسب لقلوب الناس إلى الله تعالى وللخلق الحسن في حياة المسلم عامة، وفي حياة الدعاة إلى الله تعالى خاصة من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته، وحسن الخلق كلمة جامعة تشمل جميع المحاسن التي يتصف بها الإنسان مما هو محمود من الأفعال وهذا ما يلزم الدعاة ليقوموا بواجب التبليغ للدين ويرغبوا الخلق بدين الله تعالى، والقلوب تألف صاحب الخلق الحسن ولذلك الخلق الحسن ضرورة اجتماعية لجميع المجتمعات، وهو من أعظم المهمات التي تتعين على جميع الدعاة إلى الله تعالى؛ لأن من تخلَّق به كان من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة، والخلق الحسن من أعظم القربات وأجلِّ العطايا والهبات، والداعية إلى الله تعالى هو من أحق الناس بهذا الخير العظيم؛ ليطبقه على نفسه، ويدعو الناس إليه؛ ليحصل على الثواب الجزيل، والخلق الحسن من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام، والهداية، والاستقامة؛ ولهذا من تتبع سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله وخاصة في دعوته إلى الله تعالى، فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجًا فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم. والخلق الحسن مطلب كل مسلم وكل داعية مخلص خاصة؛ لأنه