الحديث الاول: قال الإمام البخاري:
حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا خالد عن أبي قابلة قال حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: إن لكل أمة أميناً وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. (¬1)
تخريج الحديث:
اخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة (¬2).
شرح الحديث
الشاهد في الحديث الثاني في قوله (أمين هذه الامة أبو عبيدة)، فيه دلالة على تزكية الدعاة الاوائل الذين حملوا امانة الدعوة فهم أول من حملها وأعطاها للبشرية ونشروها في الآفاق من خلال الغزوات والفتوح فتزكية أبي عبيدة ووصفه بالأمين يدل على حصول الصحابة وهم حملةُ الدعوة الأول على هذه المرتبة العظيمة قال ابن حجر (وفيها بعث الإمام الرجل العالم الأمين إلى أهل الهدنة في مصلحة الإسلام وفيها منقبة ظاهرة لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه) (¬3) وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلقب بالصادق الامين فكانت الامانة من الاخلاق الظاهرة فيه قولا وعملا حتى كان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم عنده وهذا ما ظهر عندما هاجر الى المدينة فسلم امانات قريش الى علي رضي الله عنه وامره برد الامانات الى اهلها ولذا كان معيار اختيار القادة والدعاة والامراء الذين يقومون على دين الناس ودنياهم يعتمد الامانة بالدرجة الاولى ولان ابا عبيدة كان من هؤلاء انزله النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه المنزلة ووصفه بهذا الوصف الكبير.
¬__________
(¬1) (باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه) 3/ 1369 حديث 3534.
(¬2) (باب فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه) 4/ 1881 حديث 2419 من طريق خالد .... به.
(¬3) فتح الباري 8/ 95.