مذهب اللغات
أما الذاهبون الى هذا فهم ابن عباس (ت 68هـ) الذي له مؤلف في لغات القرآن، (¬2) وابو عمرو (ت 154هـ) وابو عبيد (ت 224هـ) وأبو حاتم (ت 255هـ) والازهري (ت 370هـ) ومكي (ت 437هـ) وابن عطية وغيرهم، فالسبعة عندهم هي اللغات، والسبعة ليس المقصود به العدد عينه بل الكثرة لأن العرب تعبر بالسبعة عن الكثرة لذلك فهو محتوٍ على كل لهجات العرب، وان أربت على الخمسين لهجةً، وتلك اللهجات تكون مجتمعة في حرف واحد، وقد تكون متفرقة، وقد رد هذا القول، فابن الجزري (ت 833هـ) يرده بخلاف عمر (- رضي الله عنه -) مع هشام (- رضي الله عنه -) لانهما قرشيان، وقد اختلفا، ولو كان امر السبعة لغوياً لما اختلفا، وحكم عليه طه حسين بالفساد، ورده اللبدي محتجا بأن فصاحة العربي مستوعبة كل فصيح، وان اللهجات متقاربة ومن العرب من تكلم بلغة غير عربية فكيف بلغته؟، وقد انتصر لهذا القول الباقوري لأن القرآن قد حوى ـ على قوله ـ العربي والعجمي، (¬3) لذلك فالسبعة عنده لغات، ونعتقد ان اختلاف القراء من قبيلة واحدة، دليل قاطع
¬__________
(¬1) ينظر: صحيح البخاري: 4/ 1909، رقمه (4706)، صحيح مسلم: 1/ 560، رقمه (818)، تأويل مشكل القرآن: 26 - 27، الابانة: 35، 68، 69، مقدمتان: 208، 209، القرطبي: 1/ 42،45، بيان السبب الموجب: 240، 242، البرهان: 1/ 274،280، الاتقان: 1/ 34، معترك الاقران: 1/ 56، المهذب: 1/ 28، في الادب الجاهلي: 97، اعراب القرآن وبيانه: 5/ 148، الشواهد النحوية، البقري:102، آثر القرآن والقراءات: 313 - 314، رسم المصحف، د. غانم: 131، 138 - 139.
(¬2) هو: اللغات في القرآن برواية ابن حسنون وتحقيق صلاح الدين المنجد طُبع طبعة ثانية في بيروت عام 1392هـ - 1972م.
(¬3) ينظر: السبعة 9 - 10، تأويل مشكل القرآن: 26، الصاحبي: 58، الابانة: 34 - 35، مقدمتان: 211، 218، 267، 269، القرطبي: 1/ 42 - 44، 68، اللسان: 8/ 146 (سبع)، البرهان: 1/ 212، 276، 278، 282، 283، الاتقان: 1/ 35، النشر: 1/ 24، الغيث: 4 - 5، في الادب الجاهلي: 95، 97، المفصل، د. جواد علي: 8/ 596، 603، 609 - 610، الموسوعة: 1/ 55، 72، الشواهد النحوية، البقري: 102، 107، آثر القرآن والقراءات: 321 - 313، تجديد النحو العربي، د. دمشقية: 113 و هـ (4) من ص، س.