المنال الإسلامية المنال الإسلامية
test banner
الأسرة والطفل

آخر الأخبار

الأسرة والطفل
الأسرة والطفل
جاري التحميل ...
الأسرة والطفل

148 أدب الدنيا والدين الصفحة




ورجال دهرك مثل ده ... رك في تقلبه وحاله
وكذا إذا فسد الزمان ... جرى الفساد على رجاله
وإذ قد بلغ بنا القول إلى ذلك فسنبدأ بذكر ما تصلح به الدنيا ثم نتلوه بوصف ما يصلح به حال الإنسان فيها.
[ما تصلح الدنيا به ستة أشياء هي قواعدها]
اعلم أن ما به تصلح الدنيا حتى تصير أحوالها منتظمة وأمورها ملتئمة ستة أشياء هي قواعدها وان تفرعت وهي: دين متبع وسلطان قاهر وعدل شامل وأمن وخصب دارّ وأمل فسيح.
(فأما القاعدة الأولى) وهي الدين المتبع
فلأنه يصرف النفوس عن شهواتها ويعطف القلوب عن إرادتها حتى يصير قاهرا للسرائر زاجرا للضمائر رقيبا على النفوس في خلواتها نصوحا لها في ملماتها وهذه الأمور لا يوصل بغير الدين إليها ولا يصلح الناس إلّا عليها فكأن الدين أقوى قاعدة في صلاح الدنيا واستقامتها وأجدى الأمور نفعا في انتظامها وسلامتها ولذلك لم يخل اللّه تعالى خلقه مذ فطرهم عقلاء من تكليف شرع واعتقاد دين ينقادون لحكمه فلا تختلف بهم الآراء ويستسلمون لأمره فلا تتصرف بهم الأهواء وإنما اختلف العلماء رضي اللّه عنهم في العقل والشرع هل جاءا مجيئا واحدا أم سبق العقل ثم تعقبه الشرع. فقالت طائفة: جاء العقل والشرع معا مجيئا واحدا لم يسبق أحدهما صاحبه. وقالت طائفة أخرى: بل سبق العقل ثم تعقبه الشرع لأنه بكمال العقل يستدل على صحة الشرع. وقد قال اللّه تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً
وذلك لا يوجد منه إلّا عند كمال عقله فثبت أن الدين من أقوى القواعد في صلاح الدنيا وهو الفرد الأوحد في صلاح الآخرة وما كان به صلاح الدنيا والآخرة فحقيق بالعاقل أن يكون به متمسكا وعليه محافظا. وقال بعض الحكماء: الأدب أدبان أدب شريعة وأدب سياسة فأدب الشريعة ما أدّى الفرض وأدب السياسة ما عمر الأرض وكلاهما يرجع إلى العدل الذي به سلامة السلطان وعمارة البلدان لأن

عن الكاتب

moha

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

المنال الإسلامية