الملك بالدين يبقى ... والدين بالملك يقوى
واختلف الناس هل وجب ذلك بالعقل أو بالشرع فقالت طائفة: وجب بالعقل لأنه معلوم من حال العقلاء على اختلافهم الفزع إلى زعيم مندوب للنظر في مصالحهم. وذهب آخرون إلى وجوبه بالشرع لأن المقصود بالإمام القيام بأمور شرعية كإقامة الحدود واستيفاء الحقوق وقد كان يجوز الإستغناء عنها بأن لا يرد التعبد بها فبأن يجوز الإستغناء عما لا يراد لها أولى. وعلى هذا اختلفوا في وجوب بعثة الأنبياء فمن قال بوجوب ذلك بالعقل قال بوجوب بعثة الأنبياء ومن قال بوجوب ذلك بالشرع منع وجوب بعثة الأنبياء لأنه لما كان المقصود ببعثتهم تعريف المصالح الشرعية وكان يجوز من المكلفين أن لا تكون هذه الأمور مصلحة لهم لم يجب بعثة الأنبياء إليهم. فأما إقامة إمامين أو ثلاثة في عصر واحد وبلد واحد فلا يجوز
