تأويلان: أحدهما أنه الأهواء المختلفة وهذا قول ابن عباس رضي اللّه عنهما. والثاني أنه الفتن والإختلاط وهذا قول مجاهد.
وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «ما من أمير على عشيرة إلّا وهو يجيء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يوبقه».
وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وشرّ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» وهذا صحيح لأنه إذا كان ذا خير أحبهم وأحبوه وإذا كان ذا شرّ أبغضهم وأبغضوه. وقد كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه إن اللّه تعالى إذا أحب عبدا حببه إلى خلقه فاعرف منزلتك من اللّه تعالى بمنزلتك من الناس واعلم أن ما لك عند اللّه مثل ما للّه عندك فكان هذا موضحا لمعنى ما ذكرنا. وأصل هذا أن خشية اللّه تبعث على طاعته في خلقه وطاعته في خلقه تبعث على محبته فلذلك كانت محبتهم دليلا على خيره وخشيته وبغضهم دليلا على شرّه وقلة مراقبته. وقد قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لبعض خلفائه: أوصيك أن تخشى اللّه في الناس ولا تخشى الناس في اللّه. وقال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه: إني أخاف