صداق أم كلثوم ابنة أبي بكر فقال: أدخلوه بيت المال فأخبر بذلك طلحة وقيل له: كلّمه في ذلك فقال: ما أنا بفاعل لئن كان عمر يرى فيه حقا لا يردّه لكلامي وإن كان لا يرى فيه حقا ليردّنه قال: فلما أصبح عمر أمر بالمال فدفع إلى أم كلثوم.
وحكي أن الرشيد حبس أبا العتاهية فكتب على حائط الحبس:
أما واللّه إن الظلم لؤم ... وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدّين تمضي ... وعند اللّه تجتمع الخصوم
ستعلم في المعاد إذا التقينا ... غدا عند المليك من الظلوم
فأخبر الرشيد بدلك فبكى بكاء شديدا ودعا أبا العتاهية فاستحله ووهب له ألف دينار وأطلقه.
(وأما القاعدة الثالثة) فهي عدل شامل
يدعو إلى الألفة ويبعث على الطاعة وتعمر به البلاد وتنمو به الأموال ويكثر معه النسل ويأمن به السلطان فقد قال المزربان»
لعمر حين رآه وقد نام متبذلا: عدلت فأمنت فنمت.
وليس شيء أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور لأنه ليس يقف على حدّ ولا ينتهي إلى غاية ولكل جزء منه قسط من الفساد حتى