اما الثلاث المتمات فهناك اختلاف في تواترها والصحيح المختار والمشهور تواترها وعليه جمهور الائمة، وقد خالف في ذلك مكي وتبعه آخرون، وقد اشترط الداني وغيره موافقة الاركان الثلاثة لقبولها، (¬5) وعلى الرغم من ذلك فالاقرار بعلو مكانة غير السبعة امر مؤكد، وذلك أن أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدراً من هؤلاء السبعة، وأحد قراء الثلاث هو يعقوب الحضرمي (ت 205هـ)، وهو سابع السبعة، وانما ثبّت مكانهَ ابنُ مجاهدٍ الكسائيَّ (ت 189هـ) لإلحاقه أيامَ المأمون (ت 218هـ)، (¬6) وهذا يدل على مكانة الثلاث بين غيرهن من القراءات.
أما الاربع الأخريات فمتفق ـ كما يقول ابن الجزري ـ على شذوذها، غير أن الداني وآخرين قد حكموها بانطباق الاركان الثلاثة عليها، فما تحقق فيه كل الاركان فهو مقبول عندهم، (¬7) ولكن لا يمكن لاجماع الامة التي أقرت مقروءها القرآني باجماع ان يكون خاطئاً،
¬__________
(¬1) ينظر: لطائف الاشارات: 1/ 170، الاتقان: 1/ 217، 226، معترك الأقران: 1/ 121، 123، الاتحاف: 726، القراءات وأثرها في التفسير: 1/ 147.
(¬2) ينظر: الابانة: 10، مقدمتان: 273.
(¬3) ينظر: شرح الكافية للرضي: 1/ 320، النشر: 1/ 9،13، الاتحاف: 6.
(¬4) ينظر: في الادب الجاهلي: 95.
(¬5) ينظر: الاتقان: 1/ 210، الاتحاف: 6، 7، 9، القراءات القرآنية في المعجمات: 3.
(¬6) ينظر: السبعة: 21، الابانة: 48، 49، 51، التلخيص: 129، النشر: 1/ 36، 37، الاتحاف:6.
(¬7) ينظر: النشر: 1/ 9، الاتحاف: 7، 9، أثر القرآن والقراءات: 318.
