وقال بعض الحكماء: السخاء سخاءان أشرفهما سخاؤك عما بيد غيرك.
وقال بعض البلغاء: السخاء أن تكون بمالك متبرعا وعن مال غيرك متورعا.
وقال بعض الصلحاء: الجود غاية الزهد والزهد غاية الجود. وقال بعض الشعراء:
إذا لم تكن نفس الشريف شريفة ... وإن كان ذا قدر فليس له شرف
والبذل على وجهين: أحدهما ما ابتدأ به الإنسان من غير سؤال.
والثاني ما كان عن طلب وسؤال. فأما المبتدأ به فهو أطبعهما سخاء وأشرفهما عطاء. وسئل علي كرم اللّه وجهه عن السخاء فقال: ما كان منه ابتداء فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم. وقال بعض الحكماء: أجل النوال ما وصل قبل السؤال. وقال بعض الشعراء:
وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله ... فكفاك مكروه السؤال
وهذا النوع من البذل قد يكون لتسعة أسباب: