أظلت علينا منك يوما غمامة ... أضاءت لنا برقا وأبطا رشاشها
فلا غميها يجلي فييأس طامع ... ولا غيثها يأتي فيروي عطاشها
ثم إذا أنجز وعده وأوفى عهده لم يتبع نفسه ما أعطي ويسّر ان كانت يده العليا فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
وقال الشاعر:
فإنك لا تدري إذا جاء سائل ... أأنت بما تعطيه أم هو أسعد؟
عسى سائل ذو حاجة إن منعته ... من اليوم سؤلا أن يكون له غد
وليكن من سروره إذا كانت الأرزاق مقدّرة أن تكون على يده جارية ومن جهته واصلة لا تنتقل عنه بمنع ولا تتحوّل عنه بأيأس. وحكي أن رجلا شكا كثرة عياله إلى بعض الزهاد فقال: أنظر من كان منهم ليس رزقه على اللّه عز وجل فحوّله إلى منزلي. وقال ابن سيرين لرجل كاد يأتيه على دابة ففقد الدابة: ما فعل برذونك؟ قال: اشتدّت عليّ مؤنته فبعته قال: أفتراه خلف رزقه عندك. وقال ابن الرومي رحمه اللّه:
إن للّه غير مرعاك مرعى ... نرتعيه وغير مائك ماء
إن اللّه بالبرية لطفا ... سبق الأمهات والآباء
ثم ليكن عطائه للّه تعالى وأكثر قصده ابتغاء ما عند اللّه عز وجل كالذي حكاه أبو بكرة عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن أعرابيا أتاه فقال: