ويقودنا علم اعراب القرآن الكريم الى ما اطلق عليه اللحن، والقول بوجوده في تلك المرحلة، أوعدم وجوده، وقد اختلف العلماء في ذلك، وقد اعطت دلالة (لحن) المتنوعة مجالاً للفريقين، فهي تعني لهجة او حسن فطنةٍ أو غناءً أو خطأً، (¬1) لذلك عللت بعض الاقوال تعليلاً دلالياً معتمداً على هذه المعاني، وقد ذهب معظم الدارسين الى القول: إن اللحن قد كان موجودا واستدلوا على ذلك بقول الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) لصحابته عندما اخطأ رجل في حضرته الشريفة؛ " أرشدوا أخاكم فقد ضل" وأقوال أخرى لأبي بكر وعمر وعثمان (- رضي الله عنه -) واستقراء بعض الأعراب المقرئين فيذهب الأعراب إلى فهم معاني القراءات المحمولة على الخطأ. فيذهبون مذاهب الحاد وكفر بسبب خطأ القراء، لذلك نهض عمر (- رضي الله عنه -) بأمر القراءة مقراً عدم القراءة إلاّ على ايدي علماء العربية ومنع غيرهم من ذلك، وقد حملت بعض القراءات على الخطأ الكتابي كما هو قول عائشة (ت 58هـ) وابن عباس، وقد اعتل ابن عطية لعائشة (- رضي الله عنه -) بأن ما أنكرته مخالف لما تجري عليه عادتها اللغوية، (¬2) وقد رد بعض العلماء ذلك القول معتمدين على حقائق اللغة وقواعدها، فهذا الزمخشري (ت 538هـ) يقول؛ لايلتفت إلي ذلك الا أحد اثنين هما:
- من لم يعرف الكتاب السيبويهي وحقائقه النظرية.
¬__________
(¬1) ينظر: العين: 3/ 299 - 230 (لحن)، اللسان: 13/ 379 - 380، 381، 383 (لحن) الموضح في التجويد: 56.
(¬2) ينظر: المصاحف: 42، 43، الايضاح في علل النحو: 96، حجة ابن خالويه: 243 - 244، الخصائص: 2/ 8، عيون الاخبار: 2/ 160، الصاحبي: 66، مجمع البيان: 5/ 290، مقدمتان: 104 - 105، 115، الموضح في التجويد: 61، الفخر: 6/ 69، القرطبي: 1/ 24، 11/ 216، البحر: 3/ 411، 6/ 238، الدر: 4/ 155، المزهر: 2/ 397، المفصل، د. جواد علي: 8/ 549، دراسات لاسلوب القرآن الكريم، عضيمة: 1/ 34، الموسوعة: 1/ 66، 68، 69، آثر القرآن الكريم، الباقوري: 275، رسم المصحف، د. شلبي: 8، 109، 111، 131 نظرية النحو القرآني: 58، القرآن الكريم وآثره، د. مكرم: 24 - 25، 48، الاعجاز النحوي: 109، الموجز في نشأة النحو: 6.