أخرجه البخاري (¬1)، والنسائي (¬2) وأحمد من طريق ابي الزناد (¬3).
شرح الحديث
الشاهد في الحديث الثاني في قوله (يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد ً)، يقول السيوطي (قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام ان قيل كيف يستقيم ذلك وهم ما كانوا يشتمون الاسم بل المسمى والمسمى واحد فالجواب أن المراد كفى اسمى الذي هو محمد أن يشتم بالسب) (¬4) قال - صلى الله عليه وسلم -:ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمدٌ"! (البخاري)، قال ابن حجر: كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم ومذمم ليس اسمه، ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم مصروفًا إلى غيره (¬5) وهذا الحديث على عظيم حلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو سيد الدعاة وبذلك يعلم من بعده من الدعاة على تحمل الناس وأخلاقهم وطباعئهم وأساءاتهم قريش كانوا يسمون النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه مذمم وكان يحلم عليهم ولا يرد عليهم بل يبرر ذلك لاصحابه حتى لا يقطعوا هذا الشتم أمر الدعوة فيما بعد فيقول أنهم يلعنون ويشتمون مذمما وأنا محمد وكأنه يريد أن يوجه أصحابه الذين سيحملون الدعوة من بعده الى الصبر على سوء خلق الناس واسأتهم حتى لاينقطع أمر الدعوة.
¬__________
(¬1) ج3 ص 1299 حديث 3340
(¬2) ج 6 ص 159 حديث 3438
(¬3) ج 2 ص 244 حديث 7327.
(¬4) شرح الحديث من شرح السيوطي 6\ 159
(¬5) الفتح 6/ 558.