شرح الحديث
الشاهد في الحديث في قوله (- صلى الله عليه وسلم - بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحدهم لايشرك به شيأ ً) في هذه الحديث المشهور عظيم خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وحلمه على أهل الطائف الذين أخرجوه بضربه - صلى الله عليه وسلم - وأنه حين عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم ألجبلان المعروفين ... (بالاخشبين) حين ذاك لم ينتقم النبي - صلى الله عليه وسلم - لنفسه وهذا خلق الداعية الذي يأمل الخير في الخلق مع أساءتهم اليه بل كان حليما عليهم شفيقاً بهم فقال للمك (بل أرجو ان يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ً) يقول ابن حجر (وفي هذا الحديث بيان شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على قومه ومزيد صبره وحلمه وهو موافق لقوله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم وقوله وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) (¬2) وهكذا ينبغي على الدعاة أن يتخلقوا ويتصفوا بصفة الحلم العظيمة.
الحديث الثاني: قال الإمام البخاري:
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمدً.
¬__________
(¬1) معجم البلدان 1/ 221.
(¬2) فتح الباري 6/ 316