القرآن وخلاف في اعرابه:
عندما تحدّى القرآن الكريم فصحاء العرب وبلغاءهم كان قمة في البيان ومازال، ولم يكن كذلك فقط، بل إنه على مستوى رفيع في تركيبه ومعانيه وعباراته، وجماع هذه الامور علم النحو، لذلك أجاب الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) حين سُئل؛ أيُّ علم القرآن أفضل؟ فقال؛ عربيته، جاعلاً علم العربية نحوها أجلَّ علوم الكتاب الكريم، ولذلك تتضاعف حسنات قرائه معربين، (¬4) ولذلك فضّل ابو بكر وعمر (- رضي الله عنه -) اعرابه على حفظ بعض حروفه، ودعا ابن مسعود الى اعرابه لان الله (- سبحانه وتعالى -) يحبه معرباً، (¬5) وقد كان سيبويه يأخذ في اعرابه على رسوم المصاحف المشتهرة في عهد أبي بكر وعمر، وكان على شريعة من الامر، أما ثعلب (ت 291هـ) فان وجوه الاعراب عنده تتساوى في القراءات السبع، واذا خرج الى كلام العرب كان آخذاً بالاقوى، (¬6) وفي هذا اجلال بين لاحترام النص القرآني مرسوماً أو مسموعاً، مما يبين مكانته في احكام الإعراب عند النحويين وقد ذهب ابن عطية الى ان اعراب القرآن
¬__________
(¬1) ينظر: رسم المصحف الفرماوي: 73 - 75.
(¬2) ينظر: م. ن: 68.
(¬3) القرطبي: 17/ 59.
(¬4) ينظر: المعجم الأوسط: 7/ 307، رقمه: (7574)، مقدمتان: 260، القرطبي: 1/ 23، البحر: 1/ 118.
(¬5) ينظر: القرطبي: 1/ 23.
(¬6) ينظر: البرهان: 1/ 419 - 420، رسم المصحف، د. شلبي: 88.