جاء في تفسير الآية {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ..} [الشورى: 39، 40]؛ (أي: ينتقمون ممن بغى عليهم ولا يستسلمون لظلم المعتدي، قال أبو السعود: هو وصف لهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر الفضائل، وهذا لا ينافي وصفهم بالغفران، فإن كلاًّ في موضعه محمود. {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}؛ أي: وجزاء العدوان أن ينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي بالزيادة.
قال الإمام الفخر: لما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} أردفه بما يدل على أن ذلك الانتصار يجب أن يكون مقيدًا بالمثل دون زيادة، وإنما سمى ذلك سيئة لأنها تسوء من تنزل به) (¬3).
ولما استقى الإمام مالك في قول سعيد بن المسيب: (لا أحلل أحدًا). وجَّه هذا القول في: عدم التجاوز عن الرجل الظالم، فقال:
¬_________
(¬1) تفسير القرطبي 16/ 39.
(¬2) تفسير القرطبي 16/ 44.
(¬3) عن صفوة التفاسير 3/ 144 عند تفسير الآيات 39 - 43 من سورة الشورى.